- 27 Apr 2025
- المقالات
- 118 Reads
الحكم بالشريعة الإسلامية ليس اختياراً
د. هاني السباعي
هذا مختصر مقال كتبته قديماً عام 2011، أعيد نشره لبعض الحركات الإسلامية الذين يستحيون أو يتحايلون على حكم الإسلام وحده في كافة المناحي الحياتية! كأننا نخاطب شعب السويد أو سكان "هونولولو"!
✍️ أولاً:
هل يحسبون أن الحكم بالشريعة الإسلامية اختياري، يجوز أن نتحاكم به أو نتحاكم بغيره؟! لا والله! إن هذا الفهم لهو الضلال المبين!
فالحكم بالشريعة الإسلامية فرضٌ على الحاكم والمحكوم، وعلى كل مؤمن!
هذا كتاب ربكم ينطق بينكم بالحق، فماذا أنتم فاعلون مع هذه الآيات البينات الواضحات؟!
قال الله الحكيم العليم:
(الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)هود: الآية1.
✍️ ثانياً:
سبحان الله! كتابٌ أحكمت آياته! يتركه المنتسبون للإسلام ويتفرغون لصياغة أو تعديل دستور مهلهل المواد! مضيع لحقوق البشر، ولا سيما أهل الإسلام!
يبتغون في "الياسق" المعاصر! الصنم الذي يقدسونه من دون كتاب رب العالمين!
ولا يستمسكون بكتاب أحكمت آياته!
ويضحكون على عوام المسلمين بقولهم إن المادة الثانية من الدستور تنص على أن "مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع"!
✍️ ثالثاً:
لقد قزّموا الشريعة وجعلوها بنداً ومادةً بجوار مواد تناقض أحكام هذه الشريعة نفسها!
اقرأ المادة الثانية من هذا الدستور الذي يقدسونه دون القرآن الكريم!
تنص المادة:
"السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات، ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها، ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين في الدستور".
✍️ رابعاً: تنبهوا! الشعب وحده مصدر السلطات!! وليس الله! وليس رسوله!
ولا القرآن الكريم ولا السنة النبوية الصحيحة! وهناك مواد كثيرة، بالإضافة إلى المادتين السابقتين من الدستور المصري، تتناقض مع حق الله في الحكم والتشريع للبشر! وتتناقض مع عقيدة الولاء والبراء، التي هي العمود الفقري لدين الإسلام!
✍️ خامساً: فلو كانوا صادقين، فلماذا لم يصرحوا بأن الشريعة الإسلامية، وليس مجرد مبادئها، هي المصدر الوحيد للتشريع ولكل القوانين المعمول بها في البلاد؟!
لكنه التلاعب والتواطؤ والدلال لطوائف معادية للإسلام ولأهل السنة!
لذلك يزعمون التدرج في تطبيق الشريعة كمصدر وحيد للقوانين، من أجل عيون بني علمان وطوائف موالية لقوى الاستكبار العالمي بزعامة أمريكا!
✍️ سادساً:
فيا أهل ذروة سنام الإسلام!
ويا من تعلّمون الناس القرآن وتقرؤونه وترفعكم الأمة كعلماء وشيوخ!
لقد خذلتم دينكم قبل أن تخذلوا أمتكم، إلا من رحم ربي!
فماذا عساكم أن تفعلوا مع هذه الآيات النيرات التي من عمل بها هُدي إلى صراط مستقيم:
قال تعالى:
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)النور: الآية 51.
وقال تعالى:
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)النساء:الآية 65.
وقال رب العالمين:
(إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا)النساء: الآية 105.
وهذا أمر رباني لنبيكم الكريم:
(وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)المائدة: الآية 49.
وهذه قاعدة عامة وحكم لكل مسلم:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)الأحزاب: الآية 36.
✍️ سابعاً:
فهل يظن هؤلاء التعساء أن حكم الجاهلية، الدساتير والقوانين الوضعية، أنفع لهم في حياتهم؟!
وأحكم من حكم رب العالمين؟!
سبحانك! هذا بهتان عظيم!
قال تعالى:
(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون)المائدة: الآية 50.
✍️ ثامناً:
اللهم إنا نوقن أن حكمك هو الحق، وأن حكمك هو الصدق، وأن حكمك هو الأنفع والأحسن للبشرية جمعاء!
✍️ تاسعاً:
اللهم إنا نبرأ إليك من بني جلدتنا ومن المنتسبين إلى ديننا الذين لا يحكمون بكتابك ولا بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم!
✍️ عاشراً:
لماذا الخوف من ذكر الحكم بما أنزل الله؟!
ألسنا مسلمين؟!
أليس شعب مصر مسلماً؟!
✍️ حادي عشر:
لقد استعبد هذه الأمة فراعين وطواغيت قبل الإسلام!
ثم لما لامس الإسلام شغاف قلوب أجدادنا وآبائنا، استمسكوا به واعتصموا بحبل الله المتين!
فهدى الله بهم الأمم إلى عز الدنيا والآخرة!
ثم لما أُقصي الإسلام عمداً من سدة الحكم، تاه أبناؤه في صحراء الهموم!
وأسرهم الطواغيت ووصايتهم!
وتلاعبت بهم الأمم؛ وشردهم الصليبيون وشرذموهم شر ممزق!
✍️ ثاني عشر:
لم الخوف؟!
ولم هذا الولاء والمناصرة لأوهام بشرية متخبطة؟!
ولنعرات خداعة مضللة؟!
هل تحسبون أن العزة في التحالف مع أعدائكم؟!
هل تظنون أن دساتير الغرب والشرق تحيي عزتكم التي دفنها الطغاة؟!
لا عزة لكم إلا بالحكم بشريعة ربكم!
✍️ فهذا ربكم الذي تؤمنون به وتصدقون كتابه الكريم، يحذركم وينذركم ويوضح لكم طريق العزة والكرامة:
(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)النساء: الآية 139.
✍️ كلمة ع الماشي د. هاني السباعي
تاريخ 14 ربيع أول 1432هـ ـ 17 فبراير2011م