مرض خبيث يسري في جسد الأمة؛ العدو القريب

 

مرض خبيث يسري في جسد الأمة؛ العدو القريب

 

طوائف كـ"الغنغرينا" تفتك بجسد أمة الإسلام

 

د. هاني السباعي

 

✍️أقدم للشباب مقطعًا مختصرًا من كتابي المطبوع (العدو القريب: أسّ الداء):

 

    ✍️العدو القريب الذي نعنيه: يشمل كل من يقيم في بلاد المسلمين، سواء كانوا مرتدين عن الإسلام (كالحكام وأعوانهم، أو الأحزاب غير الدينية التي تحمل أسماء إسلامية، أو الأفراد)، أو كانوا كفارًا أصليين مقيمين بعهد وأمان لكنهم نقضوا ذلك العهد، وكان وجودهم يشكل ضررًا على دولة الإسلام، أو كانوا متاخمين ومجاورين لدولة المسلمين، الأقرب فالأقرب.

 

✍️  خطورة الطوائف المنتسبة إلى أهل القبلة: تعد هذه الطوائف من أخطر الجماعات فتكًا وتدميرًا بدولة الإسلام. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد اتفق أهل العلم بالأحوال على أن أعظم السيوف التي سُلّت على أهل القبلة كانت ممن ينتسب إليها، وأن أعظم الفساد الذي جرى على المسلمين كان ممن ينتسب إلى أهل القبلة، وهو من الطوائف المنتسبة إليهم."أهـ

 

✍️  تحذير العلماء من خطر الطوائف الداخلية: لم يغفل العلماء قديمًا عن تحذير الأمة من خطورة هذه الطوائف التي تعيش في دولة الإسلام، لكن حكام المسلمين، خاصة في القرون المتأخرة، غضّوا الطرف عنها، رغم أنها كانت تتعاون عبر التاريخ مع أعداء الأمة. وعندما ضعفت دولة الإسلام وتكالب عليها الأعداء، كانت هذه الطوائف بمثابة الطابور الخامس الذي مهّد وسهّل الطريق لاجتياح العالم الإسلامي. وقد تحدث ابن تيمية (ت 728هـ) بوضوح عن هذه الطوائف وخطرها على الأمة في كتبه ورسائله، كما أشار إلى ذلك العلامة محمد أمين، الشهير بابن عابدين (ت 1252هـ)، في حاشيته، حيث تناول بعض هذه الفرق في "مطلب: حكم الدروز والتيامنة والنصيرية والإسماعيلية"أهـ.

 

✍️ العدو القريب: أصل الداء وأساس البلاء: العدو القريب هو مرض خبيث يسري في جسد الأمة، يفتك بها ويدمرها، وهو أصل كل بلاء، والقضاء عليه فريضة شرعية. فالأمراض الداخلية المزمنة تضعف الجسد حتى ينهار أمام أدنى تهديد، كالإصابة بنزلة برد أو وخزة دبوس!

 

 ✍️  واجب العلماء في مواجهة العدو القريب: على علماء الأمة إحياء عقيدة الولاء والبراء، ونشر الوعي بين أبناء الأمة، وتعريفهم بعدوهم القريب قبل البعيد. كما يجب تحرير المصطلحات الشرعية مما لحق بها من تحريف وتدليس، مثل: (مؤمن، كافر، منافق، فاسق، زنديق، مرتد، ملحد، خائن، جاسوس).

 

✍️كما يجب التصدي لعملية تحريف المصطلحات التي يروّجها الإعلام المعادي للإسلام، والتي تستهدف طمس المفاهيم الشرعية واستبدالها بمفاهيم مضللة، مثل:

    (أصولي/متطرف/متعصب/إرهابي) = مجاهد/مؤمن/تقي/متمسك بدينه!

    (مشروبات روحية) = خمر!

    (كيف / مزاج) = مخدرات/هيروين/حشيش!

    (انفتاح) = خلاعة ومجون!

    (حرية المرأة) = تعرية المرأة!

    (مثليون) = قوم لوط!

    (أخوة وطنية/لحمة وطنية/رابطة قومية) = أخوة إسلامية/لحمة إيمانية/رابطة دينية!

 

✍️يجب علينا تتبع هذه المصطلحات التي فرضها الإعلام المهيمن على مجتمعاتنا، والعمل على ضبطها وفق المفاهيم الإسلامية، مع رفض محاولات التمييع والتحذير من الوقوع في منزلة "بين بين"!.

 

  فقرة من كتاب العدو القريب أس الداء ـ د. هاني السباعي

 إصدارات مركز المقريزي 1428 هـ ــ 2007م