- 23 Sep 2024
- المقالات
- 373 Reads
هل هناك فرق بين الشماتة والفرح
كلمة ع الماشي د. هاني السباعي
✍️الفرح نقيض الحزن وكما يقول ابن منظور عن ثعلب في لسان العرب "أن يجد في قلبه خفة"أهـ فالفرح أن يجد لذة في القلب لنيل المشتهى. كما يقول الجرجاني. ومن معانيه أيضاً انشراح الصدر بلذة عاجلة كما عند القرطبي. فالفرح مرادف للسرور والحبور. وهناك اختلاف دقيق بين الفرح والسرور ذكره العلامة أبوهلال العسكري في فروقه.
✍️أما الشماتة فهي أيضاً مرادفة للفرح والسرور والحبور. فمعنى الشماتة لغةً واصطلاحاً متقارب. يقولون شمت الرجل: إذا فرح ببلية العدو. الشماتة فرح الشخص بما يسوء عدوه. الشماتة سرور النفس بما يصيب غيرها من الأضرار. هذا ما ذكره الأئمة الأعلام في تفسير قوله تعالى (فلا تشمت بي الأعداء) الآية 150 من سورة الأعراف كالطبري، القرطبي، والشوكاني، والألوسي، وابن عاشور وغيرهم.
✍️ونفس المعنى عند أهل اللغة (الشماتة إذا فرح ببلية العدو) مسطور: في الصحاح للجوهري، مقاييس اللغة لابن فارس ((تاج العروس)) للزبيدي.
صفوة القول
✍️الفرح أعم من الشماتة قد يفرح المرء بنجاح ولده أو بوظيفة جديدة أو بزواج ابنته، أو بمولود جديد وهكذا. فلا يقول قائل مثلاً: شمت بنجاح ولده!! هذا مستنكر لغة واصطلاحاً وعرفاً! فالفرح أعم لغة هناك فرح محمود، وفرح مذموم؛ فالمذموم بمعنى البطر والكبر كما قال تعالى (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين).
✍️وعود إلى الشماتة؛ فمعناها مرادف للفرح لكن بمعنى مخصوص، أي فرح بما يسوء خصمه أو عدوه. فالشماتة فرح وسرور وحبور ولذة في القلب بما أصاب العدة من بلية. يقول تعالى في محكم التنزيل (ويشف صدور قوم مؤمنين. ويذهب غيظ قلوبهم). هذا ما حضرني على عجالة.
على أية حال أقول: لا وجه للإنكار على من يشمتون بمصائب إيران وفراخها من حزب اللات والحوثة. فمن يقول نفرح في المصائب التي حلت بحزب اللات. نقول هو نفس المعنى نشمت في مصائب حزب اللات. لكن لفظ الشماتة أخص وأدق وأوقع في هذا المقام لأن الشماتة بمعنى الفرح لا تقال إلا في هذه الأحوال.
✍️تاريخ 20 ربيع الأول 1446هـ ـ 23 سبتمبر 2024