وفاة أستاذ الهندسة النووية فضيلة الشيخ د محمد المأمون
- 27 Aug 2024
- المقالات
- 193 Reads
وفاة أستاذ الهندسة النووية فضيلة الشيخ د محمد المأمون
كلمة ع الماشي د. هاني السباعي
وفاة أستاذ الهندسة النووية فضيلة الشيخ د محمد المأمون
كلمة ع الماشي د. هاني السباعي
لقد بلغني نبأ وفاة فضيلة الشيخ الدكتور المهندس محمد المأمون تقبله الله تعالى. لكن مما أثار حفيظتي ودهشتي؛ أنني لم أجد محطة فضائية أو أي وسيلة إعلامية كبرى أو صغرى؛ تنعي الشيخ المأمون ولو ببيان يتيم!! لقد أهملت خبر وفاته أو لم تهتم به الجماعات والهيئات والروابط والمنظمات العلمية والدعوية وما أكثرها!! رغم أنه كان معلوما لكبارهم حيث كان داعية من السابقين الثابتين على العهد منذ حقبة الستينيات!!.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
على أية حال لقد ترجل الفارس الداعي إلى هذا الدين العظيم الشيخ الدكتور المهندس محمد المأمون الذي ناهز 90 عاماً.
لقد نشأ الشيخ المأمون و ترعرع، وشاب، وشاخ؛ في الدعوة إلى الإسلام؛ صابراً محتسباً زاهداً تقبله الله تعالى في الفردوس الأعلى.
الشيخ الدكتور المهندس محمد المأمون من آخر جيل العقد الفريد الثابتين على العهد؛ من تلامذة الأستاذ الشيخ سيد قطب صاحب الظلال ـ تقبله الله.
لقد حكم على الشيخ محمد المأمون مع الأستاذ سيد قطب وآخرين من خيرة الشباب والدعاة ـ وقتئذ ـ حيث حكم عليه ظلما عام 1966 بالأشغال الشاقة، ثم أفرج عنه عام 1975.
لم يتركه النظام الطاغوتي المصري في حاله كعادتهم في معاداة أولياء الرحمن وموالاة عباد الشيطان! فاعتقل عام 1991 وتعرض لتعذيب وحشي كاد أن يفقد بصره في قضية ملفقة ـ وما أكثرها ـ من القضايا التي كان أجهزة أمن الدولة تختلقها ضد الجماعات الإسلامية، ثم أفرج عنه وخرج مرفوع الرأس داعية إلى الله تعالى ثابتاً على العهد مستمسكاً بالعقيدة والمنهج القويم.
وعندما خرج جاءه محررٌ من جريدة الشعب فقال له أريد منك أن تكتب عن التعذيب الذي لاقيته فكان رده : أنا لا أتكلم في هذا الأمر فهو بيني وبين ربي، ولو كنت كاتبا عنه لكنت كتبت عن المحنة الكبرى في زمن عبد الناصر، ولكنك لو أردت أن أكتب لك عن حال الشباب داخل المعتقل وما هم فيه من رضا واحتساب وطلب للعلم وتعلم للقرآن فسَلْ أجيبك.
لقد أثنى عليه كوكبة من إخوانه في محنة 1966 مثل فضيلة الشيخ المهندس كمال سلام رحمه الله.
لقد كان لي الشرف بالالتقاء بفضيلة المهندس كمال سلام في منزله عدة مرات؛ كان أدباً وخلقاً وكرماً يمشي على الأرض؛ كان يثني على الشيخ المأمون ويعتز بصحبته رحمهما الله. وممن أثنى عليه من أقرانه وكان يجله كثيراً فضيلة الشيخ رفاعي سرور رحمه الله تعالى. ولقد أثنى عليه فضيلة الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم فصحبته قديمة معه ومع فضيلة الشيخ عبد المجيد الشاذلي وكان الشيخ الشاذلي من أقرانه رحمه الله تعالى.
صفوة القول لا يسعني إلا أن أدعو بأن يغفر الله للشيخ محمد المأمون، وأن يرحمه، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يسكنه الفردوس الأعلى. كما نسأله سبحانه وتعالى أن يلهم أهله الصبر والسلوان ولا نقول إلا ما يرضي رب العالمين. فإنا الله وإنا إليه راجعون.
د. هاني السباعي 22 صفر 1446هـ ـ 26 أغسطس